وكالة أنباء الحوزة - بناء على دعوة وجهها قائد الثورة الإسلامية انعقد لقاء الإمام الخامنئي برئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الوزراء حيث شدد الإمام الخامنئي على قدرة البلاد على تخطّي الأزمات الاقتصادية مع التمتّع بالروحيّة الثورية والجهاد وبذل المسؤولين الجهود والمساعي ليلاً ونهاراً ومواكبة أفراد الشعب لهذه الجهود. كما عدّد قائد الثورة الإسلامية شروط ومستلزمات استمرار التقدم والسير المتسارع باتجاه تحقيق هذه الأهداف.
وخلال اللقاء اعتبر الإمام الخامنئي أن الشرط الأساسي للنجاح في كافة المجالات هو "التمتّع بالروحية القوية وامتلاك الدافع والشجاعة والعزم الراسخ" وأردف سماحته قائلاً: يجب أن يُسرّع كافة المدراء الحكوميّين تحرّكاتهم ويضاعفوا شعورهم بالمسؤولية أمام الأزمات.
ووصف قائد الثورة الإسلامية فريق الحكومة الاقتصادي بمحور العمل والحركة الأساسي في البلاد داعياً كافة الأجهزة للتنسيق معه.
ورأى الإمام الخامنئي أن تقديم صورة صلبة ومتماسكة للحكومة يشكّل شرطاً آخر من شروط التغلّب على الضّوائق وتابع سماحته قائلاً: يجب أن تكون صورة الحكومة في أعين الناس صورة (حكومة) صلبة وقويّة ودؤوبة وضليعة لأن السعي الدؤوب في حدّ ذاته يجذب الناس ويبعث الأمل.
ودعا قائد الثورة الإسلامية مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وأجهزة الترويج والدعاية إلى نقل صورة صحيحة عن الخطوات المتّخذة من الحكومة موضحاً: طبعاً لا ضير في عرض الانتقادات المنطقية، مع النظر إلى أنّ جانباً كبيراً من تقديم صورة صحيحة حول عمل الحكومة منوطٌ بأداء المسؤولين، أي أنّه يجب على المسؤولين أن يتواجدوا بين الناس، والعُمّال وفي المصانع وأن يتواصلوا معهم عن قرب.
ووصف الإمام الخامنئي مواقف رئيس الجمهورية في أوروبا بالقويّة قائلاً: إظهار القوّة أمام الحكومات الأجنبية والأمريكيين على وجه الخصوص أمرٌ ضروري ويجب أن يتمّ هذا الأمر في الوقت المناسب وبحزم وصراحة.
وجاءت "متابعة الأعمال مع استغلال طاقات وقدرا البلاد" ضمن التوصيات الأخرى التي أوصى بها قائد الثورة الإسلامية المسؤولين حيث أوضح سماحته: الجهات الأوروبية مكلّفة بأن تقدّم الضمانات اللازمة بشأن الاتفاق النووي لكن يجب أن لا يتمّ رهن اقتصاد البلاد لهذه القضية وأن لا يتمّ تعطيله لأجلها.
وتابع الإمام الخامنئي قائلاً: من الضروري أن تتوسّع الدبلوماسية والعلاقات الخارجية بشكل يومي. عدا بعض الحالات المعدودة مثل أمريكا، يجب أن يتم ترسيخ علاقات البلاد بالشرق والغرب وأن تتضاعف الحركة الدبلوماسية العملية والهادفة.
واستكمل قائد الثورة الإسلامية كلمته بتقديم عدّة توصيات وحلول للأزمة الاقتصادية معتبراً أنّ رسم "خارطة طريق الاقتصاد المستقر" يشكّل حاجة أساسيّة وتابع سماحته: عندما تُرسم خارطة طريق الاقتصاد سوف يعلم كلّ من الناس والناشطين الاقتصاديين مسؤوليتهم وسيسارعون في مدّ يد العون للحكومة ضمن أجواء يسودها الهدوء والاستقرار.
ومن ضمن التوصيات التي قدّمها الإمام الخامنئي كانت "تقوية القطاع الخاص" و"ضرورة التصدّي بحزم للمخلّين".
وأشار سماحته في هذا المضمار إلى نماذج لمخالفات بعض الأجهزة والأشخاص خلال الأحداث الأخيرة فيما يخصّ قضايا العملة الأجنبية والمسكوكات الذهبية قائلاً: يجب التصدّي للمخلّين في أيّ مستوى كانوا عليه.
وأشاد قائد الثورة الإسلامية بتوجيه رئيس الجمهورية تعليمات تقضي بالتصدّي للمخالفات في استيراد السيارات وأضاف سماحته قائلاً: طبعاً يجب أن تتمّ متابعة هذه القرارات حتى تبلغ نتيجتها المطلوبة.
ولفت الإمام الخامنئي إلى أن "إشراف الحكومة على المعاملات المالية وفرضها القوّة من أجل اجتناب أعمال تخريبية مثل تهريب البضائع وتبییض الأموال" ضروري مشيراً إلى بعض المخالفات التي ارتكبت عند الاستفادة من العملة الأجنبية الحكومية قائلاً: يجب التصدي لهذا النوع من المخالفات الواضحة من خلال الأنظمة المعنية والقوانين المقرّة.
"أخذ سياسات الاقتصاد المقاوم على محمل الجدّ"، و"اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب ومعالجة الحادثة قبل وقوعها"، و"مكافحة الفساد بشكل حقيقي" شكّلت محاور أخرى ضمن كلمة قائد الثورة الإسلامية خلال اللقاء.
واستأنف قائد الثورة الإسلامية حديثه حول التصدّي للمفاسد موضحاً ضرورة التصدّي للفساد والمخلّين أولاً ومن ثمّ إبلاغ القضيّة بشفافيّة قائلاً: طبعاً فإنّ قضيّة التصدّي للمفاسد تقع في الوهلة الأولى على عاتق مسؤولي الأجهزة لكن يجب بعد ذلك إيكالها إلى السلطة القضائية.